شاهد كل اللقطات و الملخص الكامل لمباراة الجزائر و الصومال

شاهد كل اللقطات و الملخص الكامل لمباراة الجزائر و الصومال
المؤلف chefspot.online
تاريخ النشر
آخر تحديث

شاهد كل اللقطات و الملخص الكامل لمباراة الجزائر و الصومال في أسفل المقال

منذ أن صدحت أولى هتافات الجماهير الجزائرية في الملاعب الإفريقية، وارتفعت الراية الخضراء تتوسطها النجمة والهلال، وُلد عشق لا يموت اسمه المنتخب الوطني الجزائري.



قصة هذا المنتخب ليست مجرد مباريات وألقاب، بل هي ملحمة وطنية كتبت فصولها بالعرق، بالدموع، وبالانتصارات التي صنعت مجد أمة بأكملها.
من أيام الثورة إلى تصفيقات الملايين في كأس العالم، يبقى المنتخب الجزائري أكثر من فريق… إنه رمز الهوية والكرامة.

البداية: منتخب من رحم الثورة 🇩🇿

تاريخ المنتخب الجزائري لا يمكن فصله عن تاريخ البلاد نفسها.
في خمسينيات القرن الماضي، حين كانت الجزائر تكافح من أجل استقلالها، وُلدت فكرة إنشاء منتخب وطني يُمثل صوت المقاومة في الملاعب.
عام 1958، أسس جبهة التحرير الوطني “منتخب الثورة”، وضم نجومًا تركوا أنديتهم الأوروبية ليحملوا راية الوطن، مثل رشيد مخلوفي وعبد العزيز بن تيفور.
ذلك الفريق لم يكن يلعب فقط كرة القدم، بل كان يُرسل رسالة للعالم: “الجزائر حاضرة، وستتحرر”.
لقد كانت تلك بداية الحكاية، حيث امتزجت الروح الوطنية بعشق المستديرة.

الاستقلال وبداية كتابة التاريخ الحقيقي

بعد الاستقلال عام 1962، أُنشئ الاتحاد الجزائري لكرة القدم رسميًا، وبدأ المنتخب مسيرته في المنافسات الإفريقية والدولية.
في البداية كانت النتائج متواضعة، لكن الطموح كان كبيرًا.
وفي عام 1975، فاز المنتخب بأول بطولة ودية عربية مهمة، لتبدأ مرحلة جديدة من التألق.
بعدها بعام فقط، شارك في كأس الأمم الإفريقية 1968، وبدأ يفرض اسمه بين الكبار شيئًا فشيئًا.

لكن الشرارة الحقيقية جاءت في السبعينيات والثمانينيات، حين ظهر جيل ذهبي بقيادة بلومي، ماجر، عصاد، بويش، مناد وغيرهم.
جيل لم يكن يخاف أحدًا، وكان يؤمن أن “الجزائر تقدر على الفوز على أي فريق في العالم”.

1982: زلزال ألمانيا في كأس العالم

من يستطيع أن ينسى ملحمة إسبانيا 1982؟
كانت أول مشاركة للمنتخب الجزائري في كأس العالم، وجاءت الصدمة للعالم حين فازت الجزائر على ألمانيا الغربية بنتيجة 2-1.
أحرز بلومي وماجر هدفين سيُخلّدان في ذاكرة كل جزائري.
انتصار دخل التاريخ كأول فوز لمنتخب عربي وإفريقي على بطل العالم في المونديال.

لكن الحلم لم يكتمل…
فقد أقصيت الجزائر بطريقة درامية بعد “مؤامرة خيخون” الشهيرة بين ألمانيا والنمسا، حين تعمد الفريقان نتيجة 1-0 ليُقصيا الجزائر رغم فوزها بمباراتين.
ومنذ ذلك اليوم، أصبحت الجزائر رمزًا للكرامة الكروية، وجعلت الفيفا تُغيّر قوانين اللعب في آخر الجولات لتفادي التلاعب.

لم تخسر الجزائر في تلك البطولة احترام أحد، بل ربحت حب العالم كله .

من المكسيك إلى القاهرة: تألق وصمود

بعد ملحمة 1982، استمر المنتخب الجزائري في التألق.
تأهل مجددًا إلى مونديال 1986 بالمكسيك، وواصل حضوره القوي في إفريقيا.
لكن الجماهير كانت تنتظر التتويج القاري، الحلم الذي تحقق أخيرًا في كأس الأمم الإفريقية 1990 التي احتضنتها الجزائر.
قاد رابح ماجر ورفاقه المنتخب نحو أول لقب إفريقي في التاريخ بعد الفوز على نيجيريا في النهائي بهدف نظيف.
كانت ليلة لا تُنسى، فالملاعب امتلأت بالأعلام، والأغاني الوطنية دوّت في كل حي.
ذلك اليوم، لم يكن تتويجًا بكأس فحسب، بل تتويجًا لمسيرة جيل ذهبي خالد.

سنوات الصمت: من المجد إلى المعاناة

لكن كرة القدم مثل الحياة، فيها صعود وهبوط.
في التسعينيات وبداية الألفية، دخل المنتخب الجزائري مرحلة صعبة.
تراجعت النتائج، واختفى البريق الذي كان يميز “محاربي الصحراء”.
تبدّل المدربون، وغابت الجزائر عن بطولات كبيرة، بما فيها كأس العالم لأكثر من عقدين.

رغم ذلك، لم يتوقف الشعب عن الحلم.
في المقاهي، في المدارس، وحتى في الشوارع، كانت عبارة “إن شاء الله نرجع للمونديال” تتكرر كل عام.
وكانت العودة أقرب مما يتخيل الجميع

2009: أم درمان وعودة الروح

في نوفمبر 2009، كتب المنتخب الجزائري واحدة من أعظم اللحظات في تاريخه الحديث.
مباراة فاصلة أمام مصر في مدينة أم درمان السودانية لتحديد المتأهل إلى كأس العالم 2010.
التوتر كان في السماء، والملايين أمام الشاشات، والعالم كله يترقب.
ثم جاءت الدقيقة 40… عنتر يحيى يُطلق صاروخًا من الجهة اليمنى، يسكن الشباك.
هدف لا يُنسى، أعاد الجزائر إلى المونديال بعد 24 سنة من الغياب.
الاحتفالات عمت البلاد من تلمسان إلى عنابة، وصارت أم درمان كلمة تختصر معنى “الرجوع من بعيد”.

2010 – 2014: الجزائر ترفع الرأس عاليًا

في مونديال جنوب إفريقيا 2010، لم يكن المنتخب في أفضل حالاته، لكنه كسب الخبرة.
ثم جاءت البطولة الأغلى… كأس العالم 2014 في البرازيل.
جيل جديد بقيادة سليماني، فيغولي، براهيمي، مبولحي كتب فصلًا أسطوريًا جديدًا.
الجزائر تأهلت إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخها، بعد مباريات بطولية أمام كوريا الجنوبية وروسيا.
وفي ثمن النهائي، واجهت ألمانيا — بطل العالم لاحقًا — وقدّمت مباراة تاريخية انتهت 2-1 بعد التمديد.
أبهر المنتخب الجميع بروحه القتالية، وصار مثالًا للفخر العربي والإفريقي.

العالم كله صفق لمحاربي الصحراء، والدموع نزلت من عيون الجماهير حبًا واعتزازًا.

الجيل الذهبي الجديد.. وبلماضي الذي أعاد الهيبة

بعد تراجع قصير، جاء عام 2018 ليُغير كل شيء.
تم تعيين جمال بلماضي مدربًا للمنتخب، فزرع روحًا جديدة في الفريق.
وفي أقل من سنة، أعاد الجزائر إلى القمة.
في صيف 2019 بمصر، قدّم المنتخب بطولة أسطورية تُوجت بلقب كأس إفريقيا للأمم للمرة الثانية في تاريخه.
بهدف لا يُنسى من بونجاح أمام السنغال، عادت الجزائر إلى المجد، وعاد الشعب إلى الشوارع يحتفل من جديد.

المنتخب في تلك الفترة أصبح رقمًا صعبًا في القارة، محققًا سلسلة لا تُصدق من المباريات دون هزيمة (33 مباراة متتالية).
كان العالم يشهد على منتخب يلعب بروح الثورة، وعقل الاحتراف.

2022: صدمة البليدة وأمل التجديد

لكن بعد الفرح، جاءت الصدمة.
في تصفيات كأس العالم 2022، خسر المنتخب الجزائري التأهل في الثواني الأخيرة أمام الكاميرون في مباراة لا تُنسى.
الدموع ملأت العيون، والجماهير لم تصدق أن الحلم ضاع بهذه الطريقة.
لكن كما عودتنا الجزائر دائمًا، فإن كل سقوط يكون بداية نهوض جديد.

جيل 2026.. حلم العودة إلى المونديال

اليوم، يعيش المنتخب الجزائري مرحلة تجديد قوية.
بقيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، دخل “محاربو الصحراء” تصفيات كأس العالم 2026 بعزيمة من فولاذ.
نجوم كبار مثل رياض محرز، إسماعيل بن ناصر، رامي بن سبعيني إلى جانب مواهب صاعدة مثل عمورة، بوعناني، شرقي، لوكا زيدان، يشكلون مزيجًا من الخبرة والطموح.

الفريق يسير بثبات في التصفيات، محتلاً صدارة مجموعته بفضل أداء جماعي وروح قتالية تُعيد للأذهان جيل بلومي وماجر.
الجماهير اليوم تحلم، وتؤمن، وتنتظر لحظة رفع العلم الجزائري في المونديال القادم.

محاربو الصحراء.. أكثر من منتخب

المنتخب الجزائري لم يكن يومًا مجرد فريق كرة قدم.
هو مرآة لروح الجزائر: الشجاعة، الكبرياء، الصمود، والحب اللامحدود للوطن.
من “منتخب الثورة” سنة 1958 إلى جيل 2026، تظل الحكاية نفسها —
حكاية رجال يُقاتلون من أجل الشرف، وشعب لا يتخلى عن الأمل.

الخاتمة: قصة مجد لا تنتهي

ربما تتغير الأسماء والوجوه، لكن يبقى اللون الأخضر في القلب، والنجمة والهلال في السماء.
يبقى صوت الجماهير يهتف: “وان تو ثري... ڤيڤا لالجيري!”
ومهما مرت السنوات، ستظل الجزائر بلد المحاربين، والمنتخب الجزائري سيبقى رمزًا للأمل والمجد الذي لا ينتهي.

شاهد كل اللقطات و الملخص الكامل لمباراة الجزائر و الصومال من هنا :