شاهد كل اللقطات و و هدف رياض محرز في مباراة الأهلي السعودي و الدحيل القطري في أسفل المقال
رياض محرز: مسيرة نجم جزائري تألق في سماء الكرة العالمية
البدايات المتواضعة
لم تكن بداية رياض محرز مفروشة بالورود كما هي حال بعض النجوم. على العكس، سار طريقه محفوفًا بالصعوبات والتحديات. نشأ في بيئة بسيطة حيث كانت كرة القدم جزءًا أساسيًا من حياته اليومية. في سن صغيرة، تأثر بوالده الذي كان لاعب كرة قدم سابقًا في الجزائر، وقد دعمه بقوة في تحقيق حلمه.
انضم محرز إلى أكاديمية نادي "أيس سارسل"، وهناك بدأ يظهر لمحات من موهبته الفريدة. لم يكن بنيته الجسدية القوية، بل مهاراته الفنية ولمسته الساحرة للكرة هما ما جعلاه يبرز بين أقرانه. وفي عام 2009، انتقل إلى نادي كيمبر الفرنسي، ومنه إلى لوهافر، حيث تطورت مهاراته بشكل ملحوظ.
الانطلاقة نحو النجومية
التحول الحقيقي في مسيرة رياض محرز جاء عام 2014 عندما انتقل إلى نادي ليستر سيتي الإنجليزي، الذي كان يلعب حينها في دوري الدرجة الأولى (تشامبيونشيب). كثيرون استغربوا انتقاله إلى إنجلترا، حيث أن ليستر لم يكن ناديًا مشهورًا، ومحرز نفسه لم يكن نجمًا لامعًا بعد.
لكن كل شيء تغيّر بسرعة. ساهم محرز بشكل كبير في صعود ليستر سيتي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. ومع بداية موسم 2015-2016، بدأ العالم يلتفت إلى هذا اللاعب النحيل ذو اللمسة السحرية. خلال هذا الموسم التاريخي، قاد محرز فريقه لتحقيق معجزة كروية بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة في تاريخ النادي. سجل محرز 17 هدفًا وصنع 11 آخرين، ونال جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي (PFA Player of the Year)، ليصبح أول لاعب عربي وأفريقي يفوز بهذه الجائزة المرموقة.
محطة مانشستر سيتي
بعد مواسم مذهلة مع ليستر سيتي، أصبح من الطبيعي أن يطرق كبار الأندية الأوروبية بابه. وفي عام 2018، انتقل رياض محرز إلى مانشستر سيتي تحت قيادة المدرب الإسباني بيب غوارديولا، في صفقة بلغت حوالي 60 مليون جنيه إسترليني، ليصبح حينها أغلى لاعب عربي وأفريقي في التاريخ.
في مانشستر سيتي، واصل محرز كتابة التاريخ. رغم المنافسة الشرسة في الفريق الذي يزخر بالنجوم، استطاع محرز أن يثبت نفسه كأحد أهم عناصر التشكيلة. ساهم بشكل حاسم في فوز السيتي بعدة ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس الرابطة، بالإضافة إلى بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2021.
تميز أداؤه بقدرته الكبيرة على المراوغة، رؤيته الثاقبة للملعب، ولمسته الختامية الرائعة أمام المرمى. أصبح محرز مثالًا للاعب المتكامل الذي يجمع بين المهارة والانضباط التكتيكي.
مع المنتخب الوطني الجزائري
لم يكن ارتباط محرز بالجزائر مجرد ارتباط دم فقط، بل حمل دائمًا علم بلاده في قلبه. اختار اللعب للمنتخب الجزائري رغم محاولات فرنسا لضمه إلى منتخباتها. انضم إلى الخضر عام 2014، وشارك في مونديال البرازيل في نفس السنة.
وكانت أبرز محطات محرز مع المنتخب هي قيادته إلى التتويج بكأس أمم أفريقيا 2019 في مصر. خلال تلك البطولة، قدم أداءً خرافيًا، خاصة في مباراة نصف النهائي ضد نيجيريا، حيث سجل هدف الفوز الرائع في الدقيقة الأخيرة من ركلة حرة مباشرة لا تُنسى. بفضل مساهماته الكبيرة، أصبح محرز معشوق الجماهير الجزائرية وأيقونة وطنية.
شخصية محرز خارج الملعب
رياض محرز ليس مجرد لاعب كرة قدم بارع؛ بل يتمتع بشخصية متواضعة وقريبة من الناس. رغم شهرته العالمية، بقي مرتبطًا بجذوره، ويُعرف بتواضعه وحبه للعمل الخيري، خصوصًا في الجزائر وفرنسا.
كما أن محرز يُعتبر قدوة للشباب الطامحين، حيث تجسد قصته ملحمة الكفاح من القاع إلى القمة، مبرزًا أهمية الإصرار والعمل الجاد لتحقيق الأحلام.
الخاتمة
رياض محرز قصة نجاح استثنائية في عالم كرة القدم. من ملاعب الأحياء البسيطة إلى قمة المجد الأوروبي، أثبت أن الإيمان بالموهبة والعمل المستمر يمكن أن يحقق المعجزات. وسيبقى محرز مصدر إلهام لأجيال قادمة من اللاعبين العرب والأفارقة، ورمزًا للفخر لكل جزائري وعاشق لكرة القدم الجميلة.
شاهد كل اللقطات و و هدف رياض محرز في مباراة الأهلي السعودي و الدحيل القطري من هنا :
